52 % من شهداء غزة من الاطفال. والعالم العربي يتفرج ؟!
بقلم / نبيل محمد سمارة
لا تزال مباني غزة المدمرة، التي أصبحت الآن مقابر جماعية، تحمل أسماء أطفال لم يُعثر عليهم. على سبيل المثال، كتب فلسطينيون على أحد الجدران المنهارة قبل نحو عام: "لا يزال الأطفال تحت الأنقاض... عمر، عبد الله، وماس".
تبرز بين الأنقاض ألعابٌ ممزقة لهؤلاء الأطفال، لتُذكر العالم بأن أطفالاً كانوا يعيشون في هذه المنازل قبل أن تُدمرها إسرائيل. وقد أتاحت القدرات التكنولوجية لإسرائيل جمع معلومات عن الأشخاص داخل المنازل قبل استهدافهم بشكل مقصود، كما تؤكد تقارير حقوق الإنسان.تبرز بين الأنقاض ألعاب ممزقة لهؤلاء الأطفال، لتُذكّر العالم بأن أطفالاً كانوا يعيشون في هذه المنازل قبل أن تُدمرها إسرائيل.
في حين لا تزال صرخات الأطفال الذين يموتون بنيران إسرائيلية، وأنين الأمهات اللواتي ينتحبن على أبنائهن المفقودين، تتردد في أذهان الكثيرين .يتجاهل العالم إلى حد كبير المجزرة التي ارتُكبت بحقهم، ويحولها إلى مجرد إحصائيات في تقارير حقوق الإنسان التي لا تجد طريقها إلى العدالة.
في ضوء ذلك أسلط الضوء على بعضٍ من أكثر القصص المؤثرة لضحايا الأطفال والنساء في قطاع غزة، والتي لا تزال محفورة في الذاكرة.
"إعدام" الأطفال الخُدّج
قبل أكثر من سنة اقتحمت القوات الإسرائيلية مستشفى النصر للأطفال غرب مدينة غزة، مما أجبر الطاقم الطبي على إخلائه تحت نيران العدو. رفضت القوات إخلاء الأطفال الخُدّج، مما أدى إلى وفاة خمسة أطفال، وفقًا لوزارة الصحة في غزة آنذاك.
بعد الانسحاب الإسرائيلي من حي النصر بغزة، عثر على جثث الأطفال المتحللة في حاضناتهم وأسِرّة المستشفى. قطع الجيش وصولهم إلى العلاج المنقذ للحياة.
يوسف: الطفل ذو الشعر المجعد
في مشهد آخر شوهدت أم فلسطينية محطمة تتجول في أروقة مستشفى في غزة، تبحث عن ابنها يوسف، البالغ من العمر 7 سنوات، بين المصابين أو القتلى.
في مقطع فيديو مفجع انتشر على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، سألت والدة يوسف، وهي في حالة صدمة وخوف، الأطباء عما إذا كان طفلها قد مر برعايتهم، قائلة: "يوسف، 7 سنوات، ذو شعر مجعد. شعره أبيض وجميل".
بعد ساعات، صُدمت الأم عندما وجدت جثة ابنها في مشرحة المستشفى، مقتولاً بغارة إسرائيلية.
ريم: "روح الروح"
في تشرين الثاني 2023، قتلت غارة جوية إسرائيلية ريم، البالغة من العمر 3 سنوات، وشقيقها طارق، حفيدا خالد نبهانة، المعروف بـ"أبو ضياء"، الذي قُتل هو الآخر على يد إسرائيل في وقت سابق.
أظهر مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع الجد وهو يحمل جثمان ريم بين ذراعيه ويودعها مودّعًا إياها بحرارة. وبينما كان يحتضنها برفق، قال الجد نبهانة، المعروف بكلماته الحنونة: "إنها روح الروح... روح الروح".
"هل هذا حلم أم حقيقة؟"
وفي الآونة الاخيرة انتشر مقطع فيديو يُظهر فتاة فلسطينية صغيرة تُنتشل من تحت الأنقاض، تسأل طبيبًا في ذهول: "عمي، دعني أسألك: هل هذا حلم أم حقيقة؟"
طمأنها الطبيب قائلًا: "لا تخافي... أنتِ بأمان". لكن الطفل، الذي لا يزال في حالة صدمة، كرر: "أعلم أنني آمن، ولكن أخبرني: هل هذا حلم أم أنه حقيقي؟" وما زالت قافلة قتل الأطفال تسير بكل اطمئنان وبعيدة عن المساءلة القانونية
الحرب في غزة مدمرة للأطفال: فقد قُتل أكثر من 15000 طفل، وجُرح ما يُقدر بنحو 25000، ونُقل ما لا يقل عن 25000 إلى المستشفى بسبب سوء التغذية، وفقًا لوكالات الأمم المتحدة.
وكما نقل للإعلام أصبحت غزة المكان الأكثر دموية في العالم بالنسبة للأطفال".على الرغم "لم يختار أطفال غزة هذه الحرب، ومع ذلك فقد دفعوا الثمن في نهاية المطاف".
"طفل جريح، لا أسرة له على قيد الحياة" عبارة أضحى يستخدمها بعض المسعفين العاملين في قطاع غزة لوصف نوع معين من ضحايا الحرب، حسبما تقول الدكتورة تانيا الحاج حسن، التي تعمل مع منظمة أطباء بلا حدود، والتي تخبر وسائل الإعلام أن "هذه العبارة تستخدم حاليا بشكل متكرر".
إنها عبارة تصور وضع أطفال تغيرت حياتهم في بضع ثوانٍ، ففقدوا الأم والأب والقدرة على مواصلة الحياة كما كانت قبل اندلاع الحرب التي تسببت في مقتل الأطفال وفقا لوزارة الصحة في غزة ، وتقول منظمة يونيسيف إن هذه الحرب كان لها تأثير مدمر على أطفال غزة.
يوم أمس شاهدت امرأة غزاوية تبكي بحرقة امام وسائل الإعلام تتحدث أن ابناءها استشهدوا بسبب الجوع ولم تجد أي مادة غذائية لاطعامهم بسبب الحصار المفروض من قبل اعداء الطفولة. بينما العالم العربي يقف متفرج أمام هذه المجازر من دون تحرك قوي لإيقاف تلك المجازر المروعة
أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أنه من بين 40717 جثة فلسطينية تم التعرف عليها حتى الآن في غزة، كان ثلثها من الأطفال. وقال المكتب إن الأرقام جاءت من وزارة الصحة في غزة.
وقالت وكالة الأمم المتحدة للطفولة، اليونيسف، إن تقدير إصابة 4000 طفل إلى هذه اللحظة. وبعد الهدنة الأخيرة عاودت اسرائيل مساء أمس لتستهدف أهالي غزة الابرياء الذين يفترشون الخيام والنتيجة قتل أطفال لا حول ولا قوة لهم وبدعم مباشر من الرئيس ترمب الذي تحدث في اوقات سابقة عن نيته إعمار غزة وتهجير سكانها وعلى أنه يحرص لسلامة سكانها وقد واجه معارضة شديدة من قبل العالم .