1 قراءة دقيقة
18 Apr
18Apr

. بقلم محمد لواتي


 قيل إنها أول مدينة في التاريخ بطابعها الجغرافي ، وأنها أجمل المدن في العالم من حيث الجغرافيا التي تتربع عليها ، وإنها أيضا مدينة ابن قنفد ، وابن باديس ، وان لها في التاريخ محطات ليست كالمحطات في المدن الأخرى ...معاهدها القديمة قدمت للسياسة ساسة كبار ، وللثقافة مثقفون كبار، وللعلم علماء إجلاء ..قدمت أجيالا من المثقفين والمصلحين والشعراء.. أحبها بقوة شارعنا الكبير محمد العيد آل خلفية ، وهام بها شاعرنا الكبير أيضا ابن تورمت' مفدى زكريا '.. حط بها الرومان فاعتبروها لوحة جمالية أبدع الخلف في إنشائها... قسنطينة مرت عليها الأيام وتلتها السنون وهي باقية كالمحراب يسكنها الذين سكتنهم والذين آمنوا بأنها المدينة الصامدة في وجعه الأعاصير حتى الأعاصير السياسية ..خصها الراحل هواري بومدين –رحمه الله - بأهم خطاباته وخصها قائدة الناحية العسكرية السابق ،الهاشمي هجرس – رحمه الله -، بأن أمر برفع مئذنتي جامعها الكبير (الأمير عبد القادر)) أكثر من ارتفاع تمثال" جاندراك" وتم له ذلك.. وخصها الشاذلي بن جدبد بحب كبير وأعطاها ما يكفي من المشايع لان تكون أجمل من مدينة باريس وواشنطون .. وأحبها الإمام الغزالي وسكن جوفها مثلما هي سكنت جوفه والقي منها أحاديثه المتلفزة للعالم كله فكان شعاعها عاكسا لشعاع تاريخ المدينة.. أحبها أيضا حتى أعداءها ممن في تاريخهم صور سوداء من جنرالات فرنسا ورؤسائها وتمنى الجميع إن لا يكون خارج أنغامها وأنغام محمد لفرقاني .. هذه المدينة التي ولعت بها ورفضت إن أغادرها أيام الخدمة العسكرية الوطنية ، فكنت أزورها كل أسبوع وفي راحة لا تتجاوز ستة وثلاثين ساعة ، وكتبت عنها وعن علمائها والمسئولين الدين مروا عليها .. هي اليوم تقاوم الجفاف البشري لها وتحاول أن تنهض من تحت الأنقاض نهوض التاريخ في اللحظات الحاسمة .. وربما هذه المرة يستكمل المشوار وتدار المشاريع فيها صوب قلبها وإطرافها دون توقف وتراعي مشاعرها مثلما هي حافظت على مشاعرنا في صمودها في وجه من أرادوا إن تكون مثل اليابسة ممن مروا عليها من الغزاة وأشباه المسئولين.. نعم المدينة وأصلها ، ونعم التاريخ فيها وأشواقه ، ونعم العمران الذي تشهده اليوم ، ومن وراءه من الدين يعملون في صمت وينشدون طرائق جديدة لها تساوي طرائق من أحبوها من رجال الإصلاح وممن وقفوا وقفة رجل التاريخ... والساهرون لاجها كالساهرين لأنفسهم فهي منهم، وهم لها بالمعروف منشدون

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة