فالنفترض أن اصغر لاجئ فلسطيني وطأت قدماه أرض العراق بعد احتلال اسرائيل لمدينته في عام ٤٨ عاما كان عمره سنة واحدة . هذا يعني انه الآن بلغ من العمر ٧٥ عاما قضى حياته في العراق . أما باقي الاعمار فكلهم ولدوا في هذا الوطن . تخيلوا معي انسان عاش في هذه الأرض بفترة طويلة جدا او من ولد فيها ما زال يتعامل حسب القوانين التي شرعها سليم الجبوري رئيس البرلمان السابق كمواطن غريب وتنطبق عليه نفس القوانين التي تنطبق على الوافد الجديد مثل البنكلادش مع احترامي له وغيره من الجنسيات ؟ .
قانون ٢٠٢ الذي يخص اللاجئ الفلسطيني فيه حقوق تحافظ على كرامتهم في الحياة وتساويهم باخوتهم العراقيين . قد الغاه البرلمان العراقي من دون دراسه ولا يعرف للان ما الغرض من اصداره . الفلسطينيون في العراق هم نسيج متجانس مع اخوتهم العراقيين . وقد خرج منهم الكثير من اصحاب العلم والثقافة والفن واطباء واعطوا للعراق ما لا يعطيه ابن الوطن نفسه. فعلى سبيل المثال من غير المعقول أن يتعامل الفنان محمد حسين عبد الرحيم و المخرج جلال كامل و الفنان زهير محمد رشيد وادباء كبار رحلوا مثل محمد سمارة على أنهم غرباء في هذا الوطن المشهود بكرمه وحسن ضيافته وصار التعامل معهم مثل ما يتعامل الوافد الجديد. . اقصد هنا التعامل الحكومي وليس تعامل المواطن العراقي . فالمواطن العراقي هو أخ وصديق العمر ونسيب وصهر وشريك مع اخاه الفلسطيني .قانون سليم الجبوري حرم الفلسطيني الذي ولد في العراق من شراء عقار أو بيت وليس له الحق في الاقتراض والسلف الحكومي وفي التعيين وحرمان ورثة المتقاعد الفلسطيني من راتبه التقاعدي في حال وفاته و محروم ايضا من مساعدات الأخطاء العسكرية والمدنية .
فلسطينيو العراق وما تبقى منهم للان لم يفكروا بمغادرة عراقهم رغم ما جرى له معتبرين أن هذه الارض التي ولدوا فيه جزءا مهما في حياتهم وهم جزء من الإصالة حالهم حال اهل الوطن . ولا يمكنهم العيش في بلاد الغربة ؟ فهل هذا جزاء من بذر في هذه الارض ولم يرحل منها بسبب عشقه للوطن واحب شعبه . شعب الكرامة والجود .يا ترى من يعيد تلك الحقوق التي سلبت منهم وهم اصلاء كاصالة أبناء هذا الوطن ؟