هادي جلو مرعي
تحول الأزمنة، وترى الناس مختلفين، لايشبهون ماضيهم، ولايشبههم شيء من الحاضر، وأبناؤهم مختلفون عنهم، وجيل جديد يسحق القيم التربوية والأخلاقية والدينية، وفي مجتمع مثل العراق طحنته أزمنة الإستعمار والإحتلالات واللغات والحضارات والراحلين وعابري السبيل والدكتاتوريات والجوع والسجون والطائفية والمجانين الذين يحكمون بألف دماغ، ويعطلون أدمغة الناس، ويحولونهم الى قطعان، وليس الفقراء، فالقطعان هم المجبرون الخائفون، والقطعان هم الراغبون، والقطعان هم سكارى الوهم والعقائد الزائفة، والقطعان من يظنون أنهم على الحق، بينما هم في ضلال مبين، في مجتمع مثل هذا، وفجأة ودون تحضير، وبمايشبه الموت المفاجيء، أو مايشبه السكتة الدماغية حيث لاأمل في الحياة، فجأة مثل تلك يتحول كل شيء الى لاشيء، الى شعور زائف بالتحرر بالحرية بالوهم، يسلم الناس حياتهم بيد مجموعات طائشة متعطشة لكل شيء، للسلطة والمال والنساء والسفر والبيوت والسيارات، وكل ترف نعرفه، أو لانعرف عنه شيئا، فهو حكر على المتنفذين والضحايا السابقين الذين ينسون جوعهم القديم، ويتحولون الى جوع لاينقطع. يشربون فلايرتوون، ويأكلون، فلايشبعون، ويسافرون في كل وقت، ولكنهم يشعرون أنهم في السجن لأنهم