المصدر / موقع منظمة بدر الاعلامي
مركز بدر للدراسات الاستراتيجية ٢٠٢٤/١٢/٥ حلب في قلب الصرع....مؤامرة تستهدف سوريا ومحور المقاومة
في خضم الاضطرابات التي شهدها الشرق الأوسط منذ بداية طوفان االاقصى الذي أحدث زلزالاً في المنطقة بشكل عام وهز أركان الكيان الصهيوني وخلخل توازنه وكسر شوكته ، وبعد أن أطلق الكيان الصهيوني العنان لوحشيته في غزة ولبنان بإرتكاب جرائم حرب مروعة، مهدت الطريق للعدوان على مدينة حلب السورية, لتنشغل المنطقة بحدث جديد يحمل في طياته تداعيات إقليمية ودولية خطيرة.المراقب والمتابع للأحدث في المنطقة يدرك جيدا أن محرك الهجوم الإرهابي على سورية بشكل عام وحلب على وجه الخصوص ،ماهو الا إمتداد لما جرى في غزة ولبنان. حيث تعرضت حلب لهجمة شرسة بتوجيه ودعم من الكيان الصهيوني وبضوء أخضر من تركيا ،إلى جانب دعم أمريكي وتنسيق من بعض الأنظمة العربية التي مازالت تنتهج نفس السياسة السلبية منذ بداية المؤامرة على سوريا في 2011 م ،نعم ماجرى في حلب ليس صراع داخلي, بل أنه إمتداد لصراع إقليمي ودولي أوسع . في هذا السياق تشير الأدلة المتاحة إلى أن الهجوم الذي نفذته جحافل من الإرهابيين والمرتزقة المنضوية ، تحت مسمى " هيئة تحرير الشام ” على مدينة حلب السورية, بإشراف مباشر من الكيان الصهيوني وتنسيق مع الإدارة الأمريكية وأذنابها إلى أن الهجوم يهدف بالدرجة الاولى لتقويض استقرار سوريا وسيادتها ووحدةأراضيها ،وضرب دورها المحوري بدعم المقاومة في فلسطين ولبنان ومحاولة لإجهاض المقاومة وعمقها عبر استهداف سوريا وإغراقها في الفوضى من جديد, في هذا الصدد لايخفى على أحد أن سوريا قيادتاً وشعباً وجيشا منذ البداية رفضت الهيمنة والسيطرة على المنطقة وشعوبها الحرة ، لذلك ليس صدفة أن يتزامن بدأ الهجوم في وقت قريب من بدء وقف إطلاق النار يين حزب الله والكيان الصهيوني.ومن الجدير بالذكر أن الهجوم الذي أطلقته الفصائل المسلحة تحت ما يسمى ب عملية "ردع العدوان" يوم 27 نوفمبر /تشرين الثاني على مناطق خفض التصعيد في إدلب وحلب, خرق صارخ لاتفاقات أستانا التي تم عقدها برعاية روسية تركية إيرانية .والتي نصت على وجوب الالتزام بها. لذلك تتحمل الفصائل المسلحة المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم. كما تتحمل الدول الداعمة لها مسؤولية مشتركة ،في هذا الصدد قال الرئيس السوري بشار الأسد إن بلاده قادرة على "دحر الإرهابيين مهما اشتدت هجماتهم. ونقلت الرئاسة السورية تأكيد الرئيس بشار الأسد على أن "سوريا مستمرة في الدفاع عن استقرارها ووحدة أراضيها في وجه كل الأرهابيين وداعميهم” لذلك من الواضح أن سوريه مصممة اليوم أكثر من اي وقتٍ مضى لإجتثاث الإرهاب من أراضيها وتطهير حلب من الارهابيين . وفيما يخص التحركات السياسية فقد أجرى الرئيس الأسد اتصالات معقادة العديد من الدول والحكومات , أكدت جميعها على دعمها المطلق لسوريا في حربها على الإرهاب.في النهاية يمكن القول بوضوح أن الاسابيع القادمة سوف تشهد تحولات حاسمة في المعركة ضد الإرهاب. حيث ستنفذ القوات السورية وحلفاؤها عمليات عسكرية واسعة النطاق لاستعادة الأمن والاستقرار في مدينة حلب والمناطق المحيطةإن تحرير حلب سيمثل نقطة تحول استراتيجية في الحرب على الإرهاب. وستعمل سوريا بكل قوة وعزم على تحقيق هذا الهدف. ولاشك أن الانتصارات المتتالية للجيش العربي السوري ستدفع بالعديد من الدول إلى إعادة النظر في مواقفها .إن سوريا ،بدعم من حلفائها ، مصممة على طرد الإرهابيين من كل شبر من أراضيها وستسجل انتصارات حاسمة في هذه المعركة المصيرية وستدرك الأيدي الخفية التي تحرك خيوط الصراع في حلب أن مصيرها الفشل